ا يزال المغاربة منتشون بالفوز المحقق منذ أسبوع في ملعب مراكش الكبير أمام منتخبنا الوطني برباعية نظيفة، وهو الانتصار الذي لا تزال مختلف الصحف والمواقع المغربية بالإضافة إلى المنتديات تتغنى به، هناك من وصفه بالإنجاز التاريخي فيما شبهه البعض الآخر بملحمة أم درمان حين تمكن منتخبنا الوطني من تحقيق الفوز على حساب المنتخب المصري والتأهل إلى نهائيات كأس العالم، ويبدو بأن المغاربة يبالغون في تشبيهاتهم لأن مباراة السودان لا تشبه إطلاقا تلك التي جرت في مراكش من كل النواحي.
وصفوا الرباعية بالإنجاز التاريخي غير المسبوق
تفاجأ جميع المغاربة من النتيجة التي انتهى عليها اللقاء برباعية كاملة، وهو نفس الانطباع بالنسبة للجماهير الجزائرية عندنا التي كانت تعلّق آمالا كبيرة على تلك المباراة لتحقيق نتيجة إيجابية لكن الخيبة كانت كبيرة، وعلى العكس بالنسبة للشارع المغربي الذي وصف ذلك الفوز بالتاريخي وغير المسبوق بالنسبة لمنتخب أسود الأطلس أمام منتخبنا الوطني، فيما تمنى البعض تسجيل الهدف الخامس للثأر من هزيمة 1979 في المغرب.
أكدوا أن السعيدي كان الورقة التي تسبّبت في استقالة بن شيخة
ومن جهة أخرى لم تخف مختلف المواقع الإلكترونية المغربية أن الفوز المحقق يوم 4 جوان الفارط كان بفضل حنكة مدربهم إيريك ڤيريتس الذي استخدم بعض الأوراق المربحة على غرار اعتماده على أسامة السعيدي لاعب هيرفينيان الهولندي حيث كان رجل المباراة من دون منازع بفضل تمركزه الجيد، مراوغاته الناجحة والتي صنع بها الفارق في عديد المناسبات، بالإضافة إلى أنه كان صاحب رابع وأجمل هدف في المباراة حين عبث بمهدي مصطفى في منطقة الستة أمتار ثم أسكن الكرة في الشباك أمام مرأى مدافعينا، فيما أكدت المواقع على اختلافها أن ورقة السعيدي هي التي تسبّبت في استقالة المدرب عبد الحق بن شيخة لأنه بكل بساطة لم يكن يضعه في الحسبان.
لم يتأهلوا بعد إلى ‘’الكان’’، ولكن...
رغم الفوز الذي تمكن من تحقيقه المنتخب المغربي في مراكش إلا أن المغاربة لم يضمنوا بعد تأهلهم، بل لم يخطوا حتى خطوة كبيرة للتأهل بحكم فوز إفريقيا الوسطى على تنزانيا، وكذلك فإن منتخب إفريقيا الوسطى ستكون له أفضلية استقبال المنتخب المغربي في الجولة القادمة في بانغي، وبذلك فإن مهمة رفاق الشماخ لا تزال صعبة، ولكن الأفراح التي عمت المغرب والتصريحات التي لا يزال يدلي بها غالبية لاعبي المنتخب المغربي توحي بأنهم ضمنوا التأهل بمجرد الفوز علينا في مراكش، ولكن كل شيء لم يحسم بعد ولا تزال هناك جولتان كاملتان قبل الحسم في تأشيرة التأهل إلى ‘’لكان’’.
الإقصاء سيكون بمثابة صدمة عنيفة للمغاربة
اعتبر المغاربة الفوز المحقق أمام منتخبنا الوطني بمثابة الوثبة التي كان ينتظرها هذا الجيل الجديد من اللاعبين، وهم الذين يعلّقون آمالا كبيرة لأجل بلوغ كأس أمم إفريقيا والعمل على التتويج بالنسخة المقبلة، وهذا بمجرد الفوز برباعية علينا، ولكن الاحتمالات الواردة تصب في خانة أن إفريقيا الوسطى هي أكبر مرشح للتأهل إلى النهائيات فيما تليها المغرب ثم الجزائر وتنزانيا قبل جولتين عن انتهاء هذه التصفيات، وعليه فإنه في حال إقصاء المنتخب المغربي من هذه التصفيات فإن ذلك سيكون بمثابة صدمة عنيفة من شأنها أن تدخلهم في غيبوبة من الصعب الخروج منها، خاصة مع كل ما شاهدناه من أفراح عقب الفوز الأخير سواء من اللاعبين أو الجماهير.
مباراة بانغي ستكون الفاصلة في المجموعة الرابعة
وبعد انقضاء أربع جولات من هذه التصفيات فإن الأمور بدأت تتضح أكثر فأكثر بشأن هوية المنتخب الذي سيتأهل إلى ‘’الكان’’ المقبلة عن المجموعة، فبعد انسحاب شبه أكيد لمنتخبنا الوطني من السباق ونفس الشيء بالنسبة لتنزانيا فإن الصراع سيكون شديدًا بين المنتخب المغربي ونظيره من إفريقيا الوسطى الذي ستكون له أفضلية استقبال منتخب أسود الأطلس في الجولة المقبلة، وفي حال الفوز عليه فإنه سيتأهل بنسبة كبيرة إلى النهائيات ويحدث مفاجأة مدوية عن المجموعة الرابعة التي رشح فيها المتتبعون منذ القيام بعملية القرعة المنتخب الوطني الجزائري أو المغرب للتأهل عنها.
والمنتخبان سيكونان بحاجة إلى خدمات الجزائر لأجل التأهل
صحيح أن مباراة إفريقيا الوسطى مع المنتخب المغربي ستكون فاصلة بنسبة كبيرة وسيتم تحديد هوية المتأهل إلى النهائيات على ضوئها، لكن في الجولة الأخيرة سيكون كلا المنتخبين المغرب وإفريقيا الوسطى بحاجة إلى خدمات من منتخبنا الوطني، ففي حال تحقيق الخضر الفوز على إفريقيا الوسطى ويفوز المغاربة أمام تنزانيا فإنهم سيتأهلون مباشرة، وأما في حال تعثر الخضر في الجزائر أمام إفريقيا الوسطى فإن هذا الأخير سيتأهل ويخرج بذلك المنتخب المغربي من السباق رغم الرباعية المسجلة مؤخرا في مراكش وفوزه المحتمل في الجولة الأخيرة على تنزانيا.
ڤيريتس لمّح لإمكانية رحيله رغم الفوز برباعية في مراكش
ومن خلال آخر التصريحات التي أدلى بها مدرب المنتخب المغربي ڤيريتس فإنه لمّح إلى إمكانية مغادرته للعارضة الفنية لأسود الأطلس رغم النتيجة التي حققها مؤخرًا في مراكش، وهو الذي تلقى عدة اتصالات من أندية فرنسية وعلى رأسها أولمبيك ليون، فيما لم يحسم في مستقبله بعد وفضّل التزام الصمت في الوقت الراهن، وسيكون هناك جديد في هذه القضية في الأسابيع المقبلة حسبما أكدته عدة تقارير صحفية مغربية أبدت تخوّفها من إمكانية مغادرة المدرب البلجيكي للعارضة الفنية للمنتخب المغربي.