هل تعرفون أجمل ما يميّز مقابلة ملعب مدينة مراكش المغربية التي تجمع سهرة اليوم منتخبنا الوطني لكرة القدم بشقيقه المغربي؟
الحماس الجماهيري جميل جدّا ما لم يزد عن حدّه وينقلب إلى تعصّب مجنون، ولا شكّ في أن حماس الجماهير هو ملح مباريات كرة القدم، وانظروا إلى بعض البطولات الخليجية التي ينشط بها عدد من أمهر وأغلى اللاّعبين في العالم لكنها تفتقد إلى الإثارة لأنها تجري أمام أنظار عدد قليل من المتفرّجين والأنصار·
والزّخم الإعلامي الكبير الذي أحاط ويحيط بهذه المقابلة الهامّة جدّا في سباق تصفيات كأس إفريقيا جميل أيضا لكونه عكس شغف الجماهير في الجزائر والمغرب بكرة القدم، وتجنّدها خلف منتخبها وتعلّقها بوطنها· والتقارب الشعبي الكبير بين الجزائريين والمغاربة على هامش هذا الحدث الرياضي جميل ويستحقّ الإشادة، والأمل المرجو أن يستمرّ إلى الأبد·
كلّ هذه الأمور جميلة جدّا، لكن الأمر الأجمل في تقديرنا هو أن مقابلة اليوم بقيت في إطار الرياضي، ورغم أهمّيتها الكبيرة لم تزد قيمتها عن كونها مجرّد مقابلة في كرة القدم لن يفوز المنتصر خلالها بتذكرة لدخول الجنة ولن يهوي الخاسر فيها بالضرورة في نيران جهنّم·
لقد بقيت موقعة مراكش مجرّد موقعة كروية بعيدة عن تجاذبات السياسة وحسابات السياسيين، لذلك لم نسمع شتائم من هذا الطرف أو ذاك ولم يقم أيّ من طرفي المواجهة بسبّ رموز الطرف الآخر أو بحرق علمه أو نبش قبور شهدائه·
لقد بقيت مقابلة مراكش داخل المستطيل الأخضر، لذلك لم تحدث التجاوزات المشينة التي عايشناها حين خرجت مقابلة الجزائر ومصر من الملعب عندما أريد للمباراة أن تُلعب بين مراقص شارع الهرم وصالونات أحمد عز وجمال مبارك، وأرادت عصابة مبارك أن يلعبها الرّاقصون والرّاقصات بدل اللاّعبين، وكلّنا يعرف ماذا حصل بسبب ذلك·