هو القناص، ومرعب الحراس، المسجل بالقدمين أو الرأس، هدّاف بالفطرة والغريزة، بالقدم اليمين والشمال، واقفاً أو حتى راقداً، بتسديدة هوائية أو أرضية، الكرة لا تعصي له أمرا، وليس لها سوى الطواعية في إتجاهها للشباك، هو مهاجم حقيقي، وتسجيل الأهداف من جميع الزوايا، السهلة أو الصعبة إختصاصه، فلا يضيع إلانادرا و كم ترجم من اللقطات المستحيلة الكثير إلى لغة الأهداف، خليفة فان باستن، شكلاً وأسلوبا ولعباً، فمن لا يعرف الأسطورة الهولندية، ماكينة الأهداف اللا متوقفة، التي تكرر نفسها ولكن تحت مسمى آخر، وسحر هولندي آخر هذه المرة بعنوان رود فان نستلروي ...
فان نستلروي
فان نيستلروي...الطاحونة البرتقالية التي لا تتوقف عن الدوران
هو القناص، ومرعب الحراس، المسجل بالقدمين أو الرأس، هدّاف بالفطرة والغريزة، بالقدم اليمين والشمال، واقفاً أو حتى راقداً، بتسديدة هوائية أو أرضية، الكرة لا تعصي له أمرا، وليس لها سوى الطواعية في إتجاهها للشباك، هو مهاجم حقيقي، وتسجيل الأهداف من جميع الزوايا، السهلة أو الصعبة إختصاصه، فلا يضيع إلانادرا و كم ترجم من اللقطات المستحيلة الكثير إلى لغة الأهداف، خليفة فان باستن، شكلاً وأسلوبا ولعباً، فمن لا يعرف الأسطورة الهولندية، ماكينة الأهداف اللا متوقفة، التي تكرر نفسها ولكن تحت مسمى آخر، وسحر هولندي آخر هذه المرة بعنوان رود فان نستلروي ...
من قرية صغيرة بدأت أسطورة كبيرة
بدأت أحرف الأسطورة الهولندية المسماة فان نيستلروي في مدينة أوس إحدى مدن الجنوب في هولندا، عندما جاء يوم 1-7-1976 وهو اليوم الذي ولد فيه الطفل رود فان نيستلروي، واسمه الكامل روتغيروس يوهانس مارتينيوس فان نيستلروي، معلناً للتاريخ بروز نجم جديد في سماء الكرة المستديرة، في بلاد الطواحين، بظهور أعجوبة كروية، ومستقبلاً باهراً له ولبلاد الطواحين .كتلميذ عادي، كان اهتمام فان نستلروي بالرياضة طبيعيا، فكانت البداية في المدرسة حيث عشق الجمباز والتنس، إلا أنه في النهاية استقر على كرة القدم، لأنها كانت الأشهر عالميا كما أنها كانت الأقرب إلى قلبه والأنسب لقدراته البدنية العالية.
الرود الصغير مقلد الأهداف الكبير
تعود فان نيستلروي على مداعبة الكرة منذ صغره، ورغم ممارسته لرياضات أخرى كالجمباز وكرة السلة، إلا أنه وبفطرته مال نحو كرة القدم منذ نعومة أضافره، وقد كان لا يضيع فرصة إلا ويمارس هوايته المفضلة مع أصدقائه من أطفال قريته، كما تعود على متابعة اللقاءات الكروية التي تجري بين الكبار من أبناء بلدته، كما أنه كان يتابعها بشغف كبير وكان كلما أعجبه هدف ما إلا وحرص على تسجيل واحد مثله عندما يلعب مع أصدقائه، وقد كان غالبا ما يفي بوعده ويسجل أهدافا مشابهة لما يراه أو أجمل منها في الكثير من الأحيان، حتى أضحى متميزا بالدقة في بلوغ المرمى بين زملائه رغم أنه كان يلعب في مركز دفاعي.
البداية...من الدفاع إلى الهجوم
وكانت بداية الرود في ملاعب الكرة في منصب من مناصب الدفاع حيث كان يلعب في مركز وسط دفاع " اللييبرو " في فريق قريته واستمر على ذلك، إلى أن انتقل إلى نادي إف سي دين بوش أحد أندية الدرجة الثانية، فكان توقيعه العقد الإحترافي الأول في حياته وذلك بعام 1993، وقد أبدع فان نيستلروي آنذاك في منصب جديد، وهو مركز الهجوم واللعب خلف المهاجمين ليولد فان نستلروي بشكله الحالي بصقل هولندي أصيل، وكأن القدر أراد له أن يصبح ما هو عليه الآن من مهاجم يرعب الخصوم ويلهب الملاعب بفنياته وحسه التهديفي العالي الذي لطالما صنع الفارق في المقابلات وأهدى الألقاب والبطولات.
هيرنفين البداية نحو قمة الهرم
وبعد 4 سنوات كتجربة ناجحة مع نادي فان دين بوش، جذب فان نيستلروي الأضواء حيث لفت أنظار العديد من أندية الدرجة الأولى الهولندية، والتي أرادت الظفر بخدمات هذا القناص الموهوب خاصة وأنه لايزال صغير يافعا إلا أنه حط الرحال بنادي هيرنفين، حيث جاء إلى هناك وكله أمل في الوصول بمشواره الكروي إلى أقصى حد ممكن، فالفتى كبر وكذلك أحلامه، وكبداية فقط ظفر الرود بمكان في الدرجة الأولى وهذا ليس بالشيء الهين، إذ تعين عليه العمل بجد واجتهاد من أجل افتكاك مكانة أساسية في الفريق، وبالفعل فقد تأقلم جيدا مع فريقه الجديد وبدأ بإبراز موهبته في هز شباك الخصوم واختراق دفاعاتها.
بيركامب قدوته، ومرجعه التهديفي
اعتاد الرود على أجواء الفريق الجديد واستطاع التكيف مع الأوضاع الجديدة، إلا أنه كان يعاني من بعض المشاكل في حاسته التهديفية، لذلك نصحه مدربه بضرورة تحسين مستواه ولكن بوصفة تبدو غريبة نوعا ما إلا أنها أثبتت نجاعتها وذلك، فقد نصح المدرب لاعبه بمتابعة لاعب آخر، وهو المهاجم الهولندي الكبير" دينيس بيركامب " ولذلك اضطر فان نستلروي لقطع مسافة 200 كلم كاملة في العديد من المرات لمشاهدة لاعب آجكس آنذاك، حيث دأب على درس كل لمسة وكل حركة جملة وتفصيلا ً حتى طوّر موهبته وسجل لفريقه 13 هدفاً من 30 مباراة شارك فيها، ومن هنا فقد كان للنجم دينيس بيركامب دور في ما آل إليه الرود.
بي إس في...البداية نحو القمة
وبعيد مولده الثاني والعشرين وقّع فان نستلروي عقداً إحترافياً جديداً وانتقل من ناديه هيرنفين إلى أحد أندية القمة وهو نادي بي إس في آيندهوفن ذو المكانة المرموقة على الصعيدين المحلي والأوروبي، حيث انضم إليه الرود بسعر قياسي وصل إلى 4.2 مليون أورو، وهو سعر كبير بالمقارنة مع ما كانت عليه سوق اللاعبين في هولندا وحتى في أوروبا، ولم يخب ظن بي إس في أيندهوفن في مهاجمه الجديد، حيث تمكن من تسجيل أول أهدافه ضد فريقه السابق، ثم واصل التهديف وسطع نجمه خاصة بعدما تمكن من إمضاء ثلاثية كاملة من الأهداف " هاتريك " ضد فريق سبارتا براغ التشيكي في رابطة أبطال أوروبا عام 1998.
الرود يصبح برتقاليا
وبنفس العام أي عام 1998 سجل فان نيستلروي أول ظهور له مع الطواحين الهولندية مع المنتخب الهولندي، وقد كانت المباراة ضد ألمانيا وانتهت بالتعادل الإيجابي 1-1 وقد شارك الرود إلى جانب نجوم كبار آنذاك على غرار دايفيدس والأخوان دوبور وأوفيرمارس وبيركامب وكلايفيرت، ويعتبر اللاعب أن انضمامه إلى المنتخب الهولندي كان بمثابة المنعرج الهام جدا في مسيرته الكروية، ويقول : " من المؤكد أن اللعب للمنتخب الوطني المليء بالنجوم لهو أمر في غاية الروعة كما أنه عاد علي بالفائدة العظمى، لما اكتسبته من خبرة باحتكاكي بزملائي في الفريق، زيادة على الإحتكاك بالفرق الأوروبية الأخرى، المنتخب الوطني من أهم الأحداث في حياتي " .
هداف البطولة في أول موسم
وبنهاية موسمه الأول مع نادي بي إس في آيندهوفن، حقق رود فان نستلروي نتيجة لم يحققها لاعبون آخرون بعد عدة مواسم مع فرقهم، فقد نال لقب هدّاف الدوري برصيد معتبر من الأهداف وصل إلى 31 هدفا كاملا وهو رقم كبير في هولندا وفي أوروبا بأسرها، يستحق اللاعب الثناء عليه، وقد كان هذا العدد الهائل من الأهداف كفيلا بمنحه لقب الحذاء الفضي الأوروبي زيادة على لقب أفضل لاعب هولندي في موسم 1999 وهذا يعتبر إنجازا كبيرا يضاهي كل الإنجازات، وهذا ما استحقه فان نيستلروي، إلا أنه وكأي لاعب كبير لم يركن للغرور بل واصل العمل والعطاء بغية الوصول إلى مراتب أعلى وأغلى وهذا ما برهن عليه لاحقا.
يقهر آجاكس ذهابا و إيابا
وفي الموسم الثاني لمع اسم رود فان نيستلروي في سماء هولندا ليضاهي بذلك كل نجوم الدوري في تلك الفترة التي كانت تعج بالأسماء الثقيلة، حيث وصل معدله التهديفي إلى 60هدفاً أثناء الموسمين اللذين قضاهما مع نادي بي إس في آيندهوفن محلياً وأوروبيا، كما أنه لعب دورا كبيرا في فوز فريقه آيندهوفن على أجاكس قطب الكرة الهولندية وأشهر النوادي في البلاد، حيث سجل فان غول ثلاثية " هاتريك " خالدة ً ذهابا وإيابا في مرمى فريق كبير كآجاكس، أي بمجموع ستة أهداف كاملة ضد فريق واحد وأي فريق، وهذا ما يعجز عن القيام به أقوى المهاجمين في العالم، لتتهافت عليه العروض من أقوى الأندية في القارة العجوز.
لعنة الإصابة تمنعه من اللعب لمانشستر يونايتد
وبحلول عام 2000 سعى نادي نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي التعاقد مع فان نيستلروي، غير أن الضعف في ركبته اليمنى حال دون ذلك، إلا النادي الإنجليزي لم يرد التفريط في اللاعب وأبدى تفهماً كبيراً للموهبة الهولندية القادمة وتعهد بإجراء عملية جراحية له في الركبة، ولكن رفض اللاعب للعملية حان دون التعاقد معه، وبعد مرور 3 أيام على عودة الرود إلى آيندهوفن إنفجرت الأخبار معلنة سقوط المهاجم الهولندي خلال تدريبات فريقه بسبب قطع في الرباط الصليبي، وقد كان وقع الضربة كبيرا عليه حيث أنه كان في بداية تألقه ويعرف جيدا ما الذي تعنيه تلك الإصابة المشئومة من تهديد لمسيرته الكروية مع ناديه ومنتخب بلاده.
رفض العلاج من أجل المشاركة في أورو 2000
وكانت وجهة الرود إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتحديد إلى مدينة كولورادو، أين كان يتلقى العلاج اللازم من أجل الشفاء من إصابته التي لم تسمح له بالمشاركة مع المنتخب الهولندي في أورو 2000، وجلس يتابع الدورة وكله حزن وحسرة، و ما أحزن الجماهير الهولندية كثيرا تبريره سبب رفضه إجراء العملية التي عرضها عليه نادي مانشستر يونايتد على ركبته اليمنى بأنه كان يتوق إلى تشريف ألوان بلاده في بطولة كأس الأمم الأوروبية، إلا أن القدر شاء غير ذلك، ولم يستطع اللاعب المشاركة في الدورة بسبب الإصابة التي لحقت به.
تضامن الجميع معه ساعده على الشفاء
وعندما كان الرود طريح الفراش لم يترك لوحده، حيث تلقى العديد من الكلمات التشجيعية أثناء فترة علاجه، بداية من النجم البرازيلي رونالدو اللاعب السابق في بي إس في آيندهوفن، وكذا مارك أوفر مارس وعدد كبير من نجوم اللعبة آنذاك، كما أن السير أليكس فيرجسون طمأنه من الإصابة واصفاً إياها بالعادية، حيث أصيب بها العديد من النجوم أمثال روي كين ولوثر ماثيوس، وهذا التكاتف خفف على اللاعب وكان له الأثر الكبير في شفاءه من الإصابة، فالإتصالات كانت دائمة وبشكل يومي، مما ساعد اللاعب على العودة بسرعة، فقد كان الرود يمارس تدريبات التأهيل في المسبح وساحات التدريب بصورة متدرجة حتى شفي تماماً .
يعود إلى الملاعب كشيطان أحمر
وبحلول مارس 2001 عاد اللاعب إلى المنافسة، حيث عاد بقوة وشارك مع آيندهوفن مسجلا العديد من الأهداف، ما جذب أنظار العملاق الإسباني ريال مدريد ليقدم عرضا كبيرا للاعب، إلا فان نيستلروي قابله بالرفض مفضلا بذلك عرض نادي مانشستر يونايتد ومدربه السير أليكس فيرجسون الذي لطالما كان سنداً له فتمت الصفقة وأصبح الرود شيطاناً أحمراً ذا أصل برتقالي بسعر رأى الكثيرون أنه أكثر من القيمة الحقيقية للاعب عاد لتوه من الإصابة وهو 19 مليون أورو، إلا أن فيرغيسون كان يعلم جيدا ما الذي يستطيع الرود تقديمه للفريق من أهداف يقوده بها إلى الألقاب والتتويجات.
الدرع الخيرية… عربون الضيافة
إلا أن الصفقة والمبلغ الخيالي الذي صرف من أجل التعاقد مع الرود آنذاك لم يذهب سداً حيث سجل اللاعب في أول ظهور له بلباس الشياطين الحمر ضد الفريق العريق ليفربول ورجح كفة فريقه في الحصول على الدرع الخيرية، فكان فأل خير على النادي إذ منحه في أول مشاركة له لقبا محليا كان بمثابة الطمأنة للنادي والأنصار على أنهم أحسنوا عملا بالتعاقد معه، وبالفعل انطلقت ماكينة الرود للأهداف بعدها حيث لم يستطع التوقف عن التسجيل حتى أصبح من البديهي هزه للشباك في كل مباراة، ليصل عدد أهدافه في موسمه الأول إلى 36 هدفاً وهذا الرقم يؤرخ في الدوري الإنجليزي، باعتباره رقما قياسيا محفوظا باسم المهاجم الهولندي.
مئة هدف في موسمين
وفي موسم 2002/2003، بدأ الهولندي فان نستلروي موسمه بكل قوة، وسجل 44 هدفاً أبكمت جميع الأفواه الإنجليزية التي نادت بغيره، ليحرز لقب الدوري الإنجليزي لفريق الشياطين الحمر، وبعام 2004 وبالتحديد في السابع من فبراير سجل فان نيستلروي هدفه المائة مع الشياطين الحمر، كان ذلك ضد نادي إيفرتون وذلك في المباراة التي فاز فيها مانشستر يونايتد بأربعة أهداف مقابل ثلاث، ليدخل الرود التاريخ مع المان يونايتد من بابه الواسع، معلنا نفسه نجما من نجوم النادي التاريخيين، على غرار جورج بيست وبوبي تشارلتون والآخرون، وقد كان السير آليكس فيرغيسون في هذه الأثناء سعيدا بلاعبه، وراضيا عما يقدمه مع الفريق.
عقدة الأورو تتواصل
وفي نفس العام ومع المنتخب الهولندي، لم يتمكن فان نيستلروي من تحقيق بطولة يهديها إلى جمهور بلاده، وذلك بعد خسارة هولندا لأورو 2004، والخروج من الدور الثمن النهائي بخسارة أمام البرتغال بنتيجة 1-2، ورغم هذا الخروج المبكر لبلاد الطواحين إلا أن مهاجم الشياطين الحمر استطاع مزاحمة بقية المهاجمين في الدورة على لقب أحسن هداف، غير أن خروج منتخبه المبكر جعل رصيده يتوقف عند 4 أهداف، وفي موسم 2004/2005، هبط آداء الرود كثيراً، فلم يكن في مستوى التطلعات ولعل ذلك يرجع إلى كثرة إصاباته في ذلك الموسم، كما أنه تأثر نفسيا بعد الإخفاق الأوروبي مع منتخب بلاده في الدورة التي علق عليها الكثير من الآمال.
بداية النهاية مع الشياطين الحمر
كانت الأمور طبيعية مع النادي إلى غاية مباراة المان مع بورتسموث حيث سجل فان نيستلروي الهدف الأول ثم تبعه رونالدو بهدفين وانتهت المباراة بفوز المان 3/1 وبعد ذلك اللقاء بأسبوع بالضبط واجه مانشستر يونايتد نادي ويغان أتليتك في نهائي الكارلنيغ كاب - كأس المحترفين – وعرفت المقابلة عدم وجود الرود في القائمة الأساسية، حيث أن السير أليكس فيرغسون أجلسه في مقاعد البدلاء مفضلا عليه الفرنسي لويس ساها معللا ً تصرفه بأن المهاجم الفرنسي هو هداف الكأس وعلى إثر ذلك أخذت الفجوة بين اللاعب ومدربه في الإتساع حيث حرمه من الدخول في بقيت المباريات وهذا ما حرم الرود من لقب هداف البطولة وعاد إلى الفرنسي تيري هنري، رغم أن المهاجم الهولندي تصدر ترتيب الهدافين إلى غاية منعه من المشاركة من طرف المدرب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مشوار كبير مع الشياطين الحمر وأمواج فيرغيسون ترميه إلى القلعة البيضاء
كان للعامين الذين قضاهما فان نيستلروي في الأولدترافورد وقع وتأثير كبيرين على مشوار اللاعب،إلا أنه وبخروجه من مانشستر يونايتد لم يندم لأنه خرج ليمارس الرياضة التي يعشقها من جديد، فالسير أليكس فيرغيسون لم يعد يعتمد عليه في خططه لا من أجل مسألة فنية متعلقة بمستوى الرود، وإنما من أجل خلاف أقرب إلى الخلاف الشخصي منه إلى الخلاف الرياضي، وهذا ما دفع بالمهاجم الهولندي إلى شد الرحال نحو معقل النجوم والأبطال القلعة البيضاء وملعب البيرنابيو أين راهن على بعث مشواره من جديد، وإثبات ذاته لكل من شكك في عظمته في يوم من الأيام، ومع الريال كل شيء متاح من أجل العطاء والبيرنابيو لا يسطع فيه نجم إلا نجوم الأبطال.
الريال يجعل طاحونة الأهداف الهولندية تدور من جديد
و تلقى فان نيستلروي أثناء هذه الفترة عروضا من الريال، برشلونة، الإنتر، ميلان وبايرن ميونخ و قال الرود بأن قراره سيكون بعد كأس العالم 2006 بألمانيا، وبعيد انتهاء الدورة انحصر الصراع عليه بين البايرن والريال وانتهى به المطاف مع الفريق الملكي بصفقة بلغت 16 مليون أورو بطلب من مدرب الفريق آنذاك الإيطالي الشهير كابيلو، وحقق اللاعب نجاحا كبيرا مع العملاق الإسباني وصنع له رقما قياسيا بتحقيقه للقب هداف البطولة الإسبانية –بيتشيتشي- في أول مواسمه مع الريال، ليحقق بذلك إنجازا آخر بنيله لقب الهداف في ثلاث بطولات مختلفة وهي البطولة الهولندية مع البي إس في وهداف البطولة الإنجليزية مع مانشستر يونايتد وهداف البطولة الإسبانية مع الريال وفي أول مواسمه مع الفريق ليثبت للجميع أن السير آليس فيرغيسون ارتكب خطأ جسيما حين منعه من اللعب.
الرود يهدي أول بطولة للريال منذ ثلاث سنوات
واستطاع الرود أن يتوج بلقب البطولة الإسبانية مع ناديه الجديد ريال مدريد بعد موسم أول رائع أداه مع الفريق الملكي، حيث أن الفريق كان يمر بفترة فراغ استمرت ثلاث سنوات كاملة لم يذق خلالها طعم التتويجات، خاصة مع رحيل أغلب نجومه آنذاك كزيدان المعتزل وفيغو الذي انتقل إلى إنتر ميلان، لذا فإن قدوم فان نيستلروي كان كفيلا برد الريال إلى سكة التتويجات، فالمدرب القدير كابيلو كان يعلم جيدا ما الذي فعله عندما تعاقد مع المهاجم الهولندي رغم تقدمه في السن نسبيا، كما فضله على المهاجم البرازيلي الكبير في صفوف الريال رونالدو، والذي أصبح احتياطيا للرود وقلت فرص مشاركته منذ قدوم المهاجم الهولندي.
قالها كابيلو وفعلها الرود
وقد سبق أن أثنى الداهية كابيلو على لاعبه الجديد قائلا أن البطولة الإسبانية تحت أقدام فان نيستلروي إذا نال لقب الهداف سنأخذ البطولة، هذه المقولة أخذت حصة واسعة من الجدل في الإعلام والصحف وبين اللاعبين فهناك من عارض هذا الكلام وبشدة باعتبار أن الإيطالي البرازيلي رونالدو واعتمد بشكل كلي على المهاجم الهولندي، لذا فقد راهن البعض على فشل الرود في المهمة الصعبة التي أوكلها إليه المدرب، كما أن هناك من كان يثق تماماً في أن فان غول مهاجم أسطوري وقادر على ترجمة كلام الداهية الإيطالي على أرض الملعب، وبالفعل فقد تمكن فان نيستلروي من نيل لقب هداف البطولة الإسبانية وإهداء لقب لا ليغا للريال في أول موسم له مع الميرنغي، ليعلن نفسه نجما جديدا في سماء مدريد.
بعد أورو 2008...إعتزال اللعب دوليا
أعلن المهاجم الهولندي رود فان نيستلروي مهاجم نادي ريال مدريد إعتزاله اللعب على المستوى الدولي مع منتخب بلاده، وقال الإتحاد الهولندي لكرة القدم أن اللاعب أبلغ مدرب منتخب هولندا أنه لم يعد بوسعه أن يؤدي أفضل مستوياته مع ناديه ومنتخب بلاده في وقت واحد، وأشار المهاجم الهولندي إلى صعوبة الأمر قائلا : " لقد قررت اعتزال اللعب دوليا، بعد دراسة جدول مباريات الريال والمنتخب الهولندي أدركت أنه عليّ تحمل أعباء بدنية قاسية إذا قررت أن أستمر في اللعب لهما معا "، وشكل هذا القرار مفاجأة كبيرة بالنسبة لمارفيك مدرب المنتخب الهولندي، والذي قال : " يجب عليّ احترام قرار اللاعب، لقد تحدثت معه طويلا ولكنني لم أتمكن من فعل شيء " وأضاف : " عندما أختار تشكيلة المنتخب سوف أشعر بالآسف لأنني لن أستطيع الإستعانة بلاعب مثله يملك إمكانيات وخبرة كبيرة، أتمنى له التوفيق مع ريال مدريد "، وشارك الرود في 64 مباراة دولية منذ إنضمامه للمرة الأولى إلى منتخب هولندا عام 1998 ونجح في إحراز 33 هدفا خلال مشاركاته الدولية.
الطاحونة تدور في ألمانيا...وعدة أندية تريده
وبعدما تعافى فان نستلروي من الإصابة التي لحقته مع ريال مدريد، عاد إلى المشاركة مع النادي من جديد، إلا أنه لم يعد كما كان، كما أن النادي الملكي كان قد أجرى تعاقدات مع العديد من الشباب الصاعد في إطار سياسة تشبيب الفريق، وهو ما دفع باللاعب الهولندي إلى الرحيل، بعدما تلقى العديد من العروض، حيث اختار اللعب لنادي هامبورغ الألماني، حيث لا يزال هناك في موسمه الثاني مع النادي الذي انتقل إليه في جانفي من عام 2010، حيث بعث مسيرته ولازال يسجل الكثير من الأهداف، ما جعل ريال مدريد يقدم عرضا رسميا في الميركاتو الماضي من أجل ضمه من جديد وإعادته إلى السانتياغو بيرنابيو الذي تألق فيه في فترة من الفترات، ونال مع الريال لقب البطولة في عهد المدرب الإيطالي الشهير فابيو كابيلو، ورغم أن نادي هامبورغ لا يريد التفريط في لاعبه، إلا أن الروود أعلن قبل أيام أنه يمتلك العديد من العروض من إسبانيا، وإنجلترا، وحتى إيطاليا، وهي العروض التي شدد على أنه سيقوم بدراستها، وعليه فمن غير المستبعد انتقال اللاعب إلى ناد جديد في بطولة أخرى.
زواج فان نيستلروي…
من قفص 18م إلى القفص الذهبي
في يوم 10 جويلية من عام 2004، تزوج رود فان نيستلروي مهاجم المنتخب الهولندي لكرة القدم والمحترف حاليا في نادي ريال مدريد في حفل كبير ضم الكثير من الأصدقاء والشخصيات الرياضية، من صديقته القديمة ليونتين سلاتس وقد حضرالحفل الذي أقيم في قرية جيفين بجنوب البلاد، والتي بدأ فيها مشواره الكروي، السير أليكس فيرغسون مدرب مانشستر يونايتد، والسباح الأولمبي بيتر فان دين هوغينباند، وعدد من لاعبي المنتخب الهولندي، كما حضره لاعبو نادي نويتجيداخت الذي بدأ فيه فان نيستلروي مشواره الكروي وهو في السادسة من العمر، وفي وسط القرية رُفع قميص عملاق بألوان فريق نويتجيداخت لدى وصول العروسين في سيارة بيضاء من طراز رولز رويس مزينة بالورود البيضاء والحمراء، كما علق أصحاب المتاجر المحلية لافتات تهنئة بالزفاف.
يحب البقاء في البيت مع العائلة
ويتميز الرود خارج الملاعب بأنه إنسان لا يحب الشهرة والصخب الإعلامي، كما أنه ليس كثير الترحال، حيث أنه يقضي الجل من أوقات فراغه في البيت و يحبذ البقاء بالقرب من عائلته، ويقول فان نيستلروي بأنه ورغم ما وصل إليه من شهرة عالمية إلا أنه لا يرى نفسه مختلفا عن غيره من الناس، ويضيف : " أنا إنسان أحب البساطة في كل شيء، وكل ما أتمناه هو أن أعيش حياة بسيطة كريمة مع عائلتي وكل ما أفكر به هو كيف أسعد الناس من حولي فهذا هو لب الحياة بحسب ما أرى، فالعظمة لا تصنع داخل الملاعب وفي شاشات التلفزيون، وإنما تصنع داخل المرء وما عليه إلا اكتشافها بالشكل الصحيح، أصبو دائما إلى المزيد في مشوار الرياضي، إلا أنني أكثر اجتهادا من أجل العائلة والأقارب ".
أرقام عظيمة للاعب عظيم
سجل الرود 31 هدفا في 34 مباراة عندما لعب لأيندهوفن وهذا أعلى معدل في البطولة الهولندية وثاني أكبر معدل في بطولات أوروبا عموما .
فان نيستلروي أفضل هداف في تاريخ مانشيستر يونايتد على مستوى أوروبا برصيد 38 هدفا.
فان نيستلروي صاحب الرقم القياسي لهدافي رابطة أبطال أوروبا في موسم واحد برصيد 14 هدفا موسم 2003.
سجل الرود مع المان في 8 مقابلات متتالية وسجل مع الريال في 7 مقابلات متتالية .
خلال موسمين ونصف فقط سجل الرود الهدف رقم 100 له مع المان.
حقق الرود لقب هداف البطولة في هولندا وإنجلترا وإسبانيا كما فاز بجميع بطولاتها وهو أول لاعب يحقق لقب الهداف في ثلاث بطولات أوروبية .
أهداف الرود خارج أرض الريال أكثر من أهدافه على البيرنابيو .
عندما كان فان نيستلروي بقميص الريال وعندما يسجل في أي مقابلة لا يخسر النادي ماعدا مقابلتين فقط وهما مقابلة ذهاب كأس السوبر الإسبانية بين الريال وفالانسيا ومقابلة الريال مع البايرن في كأس رابطة الأبطال.
الرود أول لاعب يسجل هاترك و سوبر هاترك في موسم واحد .
البطاقة الشخصية
الإسم : روتجيروس يوهانس مارتينيوس فان نيستلروي
اسم الشهرة : رود فان نيستلروي.
تاريخ الميلاد : 1-7-1976 .
مكان الميلاد: مدينة أوس، هولندا.
الطول : 188سم.
الوزن: 80 كجم.
الأندية التي لعب لها : دين بوش، هيرنفين، بي إس في آيندهوفن، مانشستر يونايتد الإنجليزي، ريال مدريد، وحاليا هامبورغ الألماني، كما لعب للمنتخب الهولندي.
إنجازات رود فان نيستلروي
بـطـولة كـأس الإتـحـاد الإنـجـلـيـزي عـام 2004
بـطـولـة الـدوري الـهـولـنـدي أعـوام 2000 ، 2001
بـطـولـة كـأس الـسـوبـر الـهـولـنديـة أعـوام 1998 و 2000
البـطـولـة الإنـجـليـزية عـام 2003
بـطـولـة كـأس الإتـحـاد الإنـجـليـزي عـام 2004
البطولة الإسبانية موسمي 2006-2007، 2007-2008