استغرب المدرب الوطني السابق رابح سعدان للأخبار التي روّج لها بعض الزملاء نقلا عن بعض المواقع الإلكترونية المغربية، والتي راحت تؤكّد أن "الشيخ" هو من عرض خدماته على نادي الوداد البيضاوي المغربي،
بل وأنه أقدم على تقديم ملف ترشيحه رسميا لتدريب هذا النادي تحسبا للموسم المقبل، وهو ما نفاه مدرب "الخضر" جملة وتفصيلا، في حديث جمعنا به مساء أمس، مستغربا الأسباب التي جعلت البعض يروّج لتقديم ترشّحه لتدريب الفريق المغربي، عوض كتابة الخبر صحيحا بأنّ إدارة هذا الأخير هي من اقتربت منه وعرضت عليه الإشراف على العارضة الفنية. وراح سعدان يحدّثنا قائلا: "أنفي أن أكون قد عرضت خدماتي على الوداد البيضاوي المغربي، الذي يبقى في نظري فريقا كبيرا ومن بين الأندية الكبيرة والمحترمة في المغرب العربي وفي القارة السمراء، غير أني لم أرشّح نفسي لتدريبه، ولم أعرض خدماتي عليه، بل أني تلقيت عرضا لتدريبه، وهذه هي الحقيقة"، مستطردا: "لا يمكنني ألا أردّ على المكالمات الهاتفية والعروض التي تصلني، أنا شخص يحترم الجميع، أحترم الأندية والمنتخبات، وأردّ على كافة العروض التي تصلني، لكني لم أعرض خدماتي على أيّ فريق كان".
"لديّ عروض رسمية، لكني مرتاح البال في الوقت الحالي"
ورفض سعدان الخوض في العروض التي وصلته من طرف العديد من الأندية العربية في الفترة الأخيرة، على غرار عرضي الوداد البيضاوي والمريخ السوداني اللذين كشفناهما أمس، لكنه ومع ذلك تحدّث إلينا قائلا: "هناك عروض رسمية من المغرب العربي والخليج، درستها ولم أقرّر بعد وجهتي. ما يمكنني أن أؤكده لكم في الوقت الحالي هو أني مرتاح البال بعدما ابتعدت عن عالم كرة القدم".
مدرب "مونديالي" يعرض خدماته على الأندية.. من صدّق الإشاعة أهان ابن جلدته!
وكان من الأجدر بمن راح يؤكد أن سعدان هو من عرض خدماته على الوداد المغربي أن يتحقق أوّلا من صحة ما كشفت عنه بعض المواقع الإلكترونية المغربية، لأن العقل والمنطق لا ولن يصدّقا أن مدربا "موندياليا" من طينة سعدان يعرض خدماته على الوداد أو الرجاء أو الترجي التونسي أو أي ناد عربي كان مهما كانت قيمته، ثم أن الترويج لما نُشر في المواقع المغربية تقليل من قيمة مدرب جزائري قدير بحجم سعدان، الذي أحببنا أم كرهنا يعدّ المهندس الحقيقي لوصول "الخضر" السنة الماضية إلى الدور نصف النهائي من نهائيات كأس إفريقيا، ولوصولهم إلى نهائيات كأس العالم بعد غياب دام 24 سنة عن آخر مشاركة له، فكيف له أن يعرض خدماته على الأندية العربية بعد كلّ ما حققه من إنجازات على رأس المنتخب؟ وهل يصدّق عاقل منا أن يقترب سعدان من الأشقاء في المغرب كي يعرض خدماته على فريقهم؟
العرض المالي لم يعجب سعدان
وكشفت مصادرنا أن المدرب الوطني السابق لم يتحمّس لعرض الوداد البيضاوي المادي، إذ أن العرض لم يتعدّ 30 ألف دولار في الشهر (ما يعادل بالعملة الجزائرية 240 مليون في الشهر)، وذلك دون التفاوض على منحة الإمضاء، وهو ما لم يعجب سعدان الذي رفض عرض الأشقاء في المغرب بعدما كان مستعدّا لمواصلة المفاوضات معه. وتجدر الإشارة إلى إدارة الوداد اتصلت بـ سعدان بعدما لم تتوصل إلى اتفاق حول الشقّ المالي مع المدرب الفرنسي "بيرتراند مارشان"، وقيل من طرف الصحافة المغربية إن هذا الأخير كانت له مطالب تعجيزية رفضها مسؤولو الوداد.
لن يدرّب في الجزائر لا "السّنافر" ولا أيّ فريق آخر
وعكس ما تتداوله العديد من الجهات، فإن سعدان لن يدرّب في الجزائر أي ناد كان، إذ راجت بعض الأخبار مفادها أن شباب قسنطينة ينوي الاقتراب منه لكي يعرض عليه فكرة العودة إلى تدريب نادي "السنافر" العائد إلى مصافّ الكبار، غير أن سعدان الآن غير متحمّس للعمل على رأس أيّ ناد جزائري مهما كانت قيمته وسمعته، سواء شباب قسنطينة أو فريق آخر.
يريد منتخبا كبيرا يليق بسمعته
وتؤكد مصادرنا أن سعدان وبعد الذي حققه مع المنتخب صار لا يفكّر في العودة لتدريب الأندية، وأنه لن يرضى ولن يقبل سوى بالإشراف على منتخب عربي كبير، وهو طموح مشروع لمدرّبنا الجزائري الذي قاد "الخضر" إلى تحقيق ما عجزت عن تحقيقه لسنوات عدّة خلال الفترة التي أشرف على المنتخب، لكنه ومع ذلك لن يغلق الأبواب في أوجه الأندية الكبيرة التي تريده كالوداد البيضاوي والمريخ السوداني اللذين اتصلا به في الآونة الأخيرة.