السلام عليكم و رحمة الله الخاوة
بعد الهزيمة القاسية التي تكبدها منتخبنا الوطني ضد شقيقه المغربي تعالت الأصوات هنا و هناك تندد و تتهم المسؤولين أو اللاعبين أو المدرب أو الصحافة أو حتي الأنصار...لكن الحقيقة المرة التي لا يعرفها الكثيرين أو يتجاهلها هو أن كل القطاعات و المجالات معطلة في الجزائر...لا يمكن اتهام طرف معين فالكل يتحمل المسؤولية من مسؤول في أعلي منصب في الدولة الي المواطن البسيط لكن يبقي المسؤول مسؤولا عن اي اخفاق أو هزيمة تمس بلدنا الحبيب الجزائر.
اذا تجنبنا الحديث عن المجالات الأخري كالصناعة الفلاحة التشغيل السكن السياحة التربية...التي هي الأخري لا تشرف بتاتا الجزائر الا أننا لا نوليها اهتمام أكبر لأننا تعودنا علي ذلك...لكن في قطاع الرياضة فالأمر اصبح مفضوح بعد ان اتبع كل الشعب الجزائري اليرضاة وكرة القدم علي وجه الخصوص لنسيان همومه اليومية من صعوبة في العيش والعمل والسكن والدراسة...الخ. فالرياضة وكرة القدم بالأخص اصبحت المتنفس الوحيد للشعب الجزائري في الوقت الحالي و بالتالي من المهم جدا الترويح عن شبابنا من خلال توفير الامكانيات التي تضمن الراحة لهم و تفرهم بالنتئاج الرائعة لفرقنا ومنتخباتنا...لكن هيهات من كل ذلك فلا يوجد مسؤولين يهتمون لراحة المواطن والجمهور الرياضي الجزائري...و اصبحت الريضاة وسيلة لتقلد المناصب الحساسة في أعلي مكان في الدولة...لذلك سنحاول الحديث بشكل وجيز عن الرياضة وكرة القدم الجزائرية بالدرجة الأولي.
بعد النتائج المفرحة التي حققها المنتخب الوطنية خلال تصفيات كاس العالم 2010 و المباراة البطولية للاعبين بأم درمان (السودان) الكل اراد تبني ذلك الانجاز العظيم...فلا واحد قال بأن سعدان هو صاحب الانجاز او قال ان روراوة هو العقل المدبر أو قال أن شجاعة لاعبينا وروحهم القتالية هي سبب تاهلنا...حيث ظهر بعض الحاقدين والحاسدين بكلام لا يشرف الجزائر فهناك من قال ان التأهل هو تاهل فرنسا لأن المنتخب مشكل من مغتربين جزائريين مكونين بالمدارس الكروية الفرنسية... واخرون ارادوا تصفية حسابات قديمة بينهم وبين سعدان ليظهر في ثوب الشخص الضعيف...و اخرون أدخلوا علينا السياسة وقالوا أن رئيس الجمهورية هو من أهل الجزائر بدعمه ونقله الأنصار للسودان لمؤازرة المنتخب...لكن الأن وبعد الهزيمة الثقيلة أمام المنتخب المغربي الكل بدأ يتبرأ من المنتخب ويقول أن اللاعبون فاشلون ولا يستحقون النجومية او ان روراوة عليه بالرحيل لأنه اخفق في مهمته...لكن لا يوجد من تجرأ علي القول أن الوزارة الشباب و الرياضة غائبة بشكل كلي عن الكرة الجزائرية والرياضة ككل...أو يقول ان نوادينا لا تنجب لاعبين في المستوي...او القول أن مدربينا المحليين اخفقوا و لا يجيدون الا الحديث في قنوات اليتيمة ليتم تشغيلهم من طرف النوادي الجزائرية مقابل أموال طائلة.
ماذا قدمت وزارة السيد جيار للجزائر؟؟
بكل صراحة في هذا الخصوص لا يمكننا اتهام رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أو الحكومة الجزائرية و القول بأنهم قصروا في أداء مهامهم وذلك لان الأموال متوفرة بكثرة وخصصت ميزانية جد مقبولة لتطوير الكرة الجزائرية سواءا علي مستوي المنتخبات أو النوادي...لكن تبقي خبرة المسؤولين والمسيرين وحيويتهم تصنع الفارق...فبكل واقعية وزارة جيار لم تقدم ما هو منتظر منها من جهد مبذول لتطوير الرياضة وكرة القدم بالأخص...اذا لا حظنا كل الرياضات الأخري لا تشرف الجزائر...اين هي كرة اليد الجزائرية؟؟..اين هو الجيدو ؟؟ ...اين هي الملاكمة ؟؟ اين هي العاب القوي ؟؟ اين هي كرة السلة ؟؟ ...رياضات كثيرة فقدت هيبتها بعد ان كانت تشرف الجزائر في المحافل الدولية...هذا يؤكد أن الخلل لا يمس فقط كرة القدم في بلادنا...كما ان الأموال التي أهدرت في تحويل ملاعب معشوشبة طبيعيا الي ملاعب معشوشبة اصطناعيا (طارطون) وكذا في ترميم وصيانة ملعب 5 جويلية يؤكد ان المكشل أكبر من تسيير مباريات كرة قدم أو استقدام مدرب أو تكوين لاعب...فاذا قارنا أنفسنا بالدول المجاورة او الافريقية ألخري نحن بعيدون كل البعض في القطاع الرياضي...الدول الأخري بدات تلتحق بالعالمية وما ملاعب رادس و مركش الا دليل علي ذلك...أما في الجزائر فوزارة الشباب والرياضة تقدم وعود و تضع حجر أساس لملاعب عالمية في مناطق معزولة وتمر عليها السنين لا نسمع عنها بعدها شيء...اين ملعب وهران تيزي وزو سطيف براقي الدويرة...الجدد؟؟ ...ما مستجدات مساهمة الدولة التي ترعاها وزارة الشاباب والرياضة للسر نحو الاحتراف والسماح لنوادينا من مواكبة الاحترافية العالمية كباقي الدول الأخري؟؟ ...كان هناك اجتماع بين الوزير السيد جيار و رؤساء الفرق بخصوص الاحتراف وكانت نتائج الاجتماع ايجابية كنتيجة لكن ميدانيا بقيت مجرد وعود قدمها الوزير للرياضيين وبقيت الأمور علي حالها بحجة أن هناك بيروقراطية تمنع تنفيذ وعود معالي الوزير لرؤساء الفرق.
ماذا قدمت اتحادية السيد روراوة للجزائر؟؟
طبعا رغم الحقد الذي يكنه البعض للسيد محمد روراوة بسبب ماشكله مع بعض مسيرين النوادي الجزائرية أو الشخصيات الكروية الجزائرية يبقي روراوة الرئيس الوحيد للفاف الذي تمكن من تأهيل الجزائر للمونديال بعد 24 سنة من غيابها عنه...ورغم ان البعض يلومه عن اعتماده عن لاعبين مغتربين الا أننا لا نري نوادينا تقدم لاعبين محليين كبار للمنتخب في حين تستقدم لاعبين ذو مستوي محدود بمبالغ مالية مذهلة...و رغم ان البعض يلومه علي تسبيق مصالحه الشخصية لوصوله لمناصب عالية المستوي في الكاف والفيفا الا ان كل النوادي الجزائرية التي كانت تعاني خارجيا لجئت اليه ليساعدها منها مولودية الجزائر عند معاقبة عبدوني وبوعصيدة و الأمثلة كثيرة ولا تحصي...و رغم ان البعض يلموه عن ضعف البطولة المحلية الا أن البطولة كانت اضعب بروراوة او بغيره بل ووصلت فضائحها لأروقة الفيفا في عهد حميد حداج دون نسيان فيدراليات المرحوم ديابي وبغدادي وووو...و بالرغم من أن البعض يلوم روراوة علي النتائج القاسية التي يحققها المنتخب من حين لأخر الا ان السيد روراوة تمكن منذ من تاهيل الجزائر في مناسبتين للكان بعد غياب طويل وكذا للمونديال 2010 ... وكل ذلك ناهيك عن أن خزينة الفاف ممتلئة عكس ما كانت عليه سابقا...فهناك سبونسورينغ حقيقي علي مستوي الفاف (نجمة - بيجو - بوما - كوكا كولا...)...بكل صراحة روراوة قام بما عليه كمسؤول عن اتحادية حتي الأن أما الجوانب السلبية للفاف فكانت سببها خارجة عن نطاقه...فليس روراوة الذي يبني الملاعب ومراكز التكوين ويقدم مساعدات للفرق لندخل عالم الاحتراف...وليس روراوة الذي اختار المدرب بن شيخة بل فرض عليه من طرف الجمهور والصحافة وشخصيات رياضية بل وحتي أوامر فوقية...وحتي اذا سلمنا أن روراوة اخفق فهل يوجد البديل ليحل محله ويقدم للجزائر ما قدمه في زمن ظهرت عصابات كروية سياسية بالخارج والهيئات الكروية العالمية وكلنا يلاحظ التحالفات التي يقيمها السويسري جوزيف بلاتير و القطري همام و الكاميروني عيسي حياتو...الجزائر بحاجة الي رجل قوي ذكي يفهم لغة و كواليس العصابات..وصراحة روراوة الأجدر بذلك وهو اثبت ذلك في التصفيات المؤهلة لكاس العالم 2010.
ما يجب فعله الأن ؟؟
الجزائر في الوقت الراهن بحاجة لكل طاقاتها و ابنائها بالداخل والخارج...فلا يحق لأحد اتهام أحد بانه ليس جزائري الا اذا قام الثاني بخيانتها حينها فلتنزع منه الجنسية الجزائرية مباشرة...اما قبل ذلك فكل من يستطيع مد يد العون للجزائر و هو جزائري فليكن له ذلك...ولن يكن ذلك صدقة علي أهلها انما واجبا عليه امام بلده...لا بد من ارادة عامة سياسية رياضية و جماهيرية لاخراج الرياضة الجزائرية من مشاكلها...ويأتي هنا الدور بالرجة الأولي علي الدولة ممثلة بوزير الرياضة والتي عليها من توفير كل الامكانيات من ملاعب ذات مستوي عالمي..فنادق للضيوف..مراكز تكوين المواهب الشابة(مثل اكاديمية بارادوا) ..مراكز لعلاج الرياضيين(مثل اسبيطار بقطر)...تقديم مساعدات ملموسة للنوادي ليتمكنوا من الاستقلال عن مساعدات السلطات المحلية...تكوين ورسكلة المدربين الجزائريين والاستفادة من الخبرات الخارجية...فتح المجال السمعي البصري أو انشاء قنوات تلفزيونية متطورة و جاهزة لدفع الكرة الجزائرية والرياضة بصفة عامة نحو التطور و الازدهار.
علي كل حال يجب تقديم اشياء ملموسة وحينها يمكننا محاسبة مسيرين الاتحادية والنوادي الجزائرية...كفانا تقديم وعود كاذبة للسميرين والرياضيين و الصحفيين والشباب والجماهيرو...نريد عيش الواقع و تشريف بلادنا أمام الأخرين...الجزائر تستطيع أن تصل لمستوي لا تصله باقي الدول نظرا للامكانيات التي تزخر بها البلاد...فاسمعونا يا مسؤولين نحن نريد الملموس الملموس الملموس.
تحياتي لكل الأخوة بكوورة جزائرية