على قطعة من الدانتيلا الرقيقة أحيا مع ذكرياتى "إخفاقات حبى" أحلام شبابى الكهل .. و نفسى و فعاليات حياتى و شريكة عمرى و رفيقة دربى .. التى شاء حظها العثر أن تعيش مع رجل مزاجى الطبع خيالى التوجه رومانسى النزعة .. إستدعيت طيف رفيقتى معى على قطعة الدانتيلا .. إحتضنا السحاب .. تداعبنا قطرات الندى .. فيما نسمات من عبير تتخلل هواءنا .. الذى يسير شراع قاربنا الحياتى الصغير فيمخر عباب بحر الحياة .. بين شطآن الآمال و الآلام و الأحلام المؤجلة .. أتنفس الحب و تحيينى المشاعر .. و نغمات فيروزية تتسلل إلى أعماقى .. شايف البحر شو كبير .. كبر البحر بحبك .. شايف السما شو بعيد .. بعد السما بحبك .. و فى اللحظة الفاصلة بين اليقظة و المنام رأيتنى أهوى من حالق و... طاخ (ده صوت خبطة دماغى فى صخرة) من الصخور إللى على شط البحر فى الإسكندرية عند كليوباترا .. و ما بين آهة الألم و آهة الدهشة و المفاجأة .. استفقت على صوت رفيقة دربى (أنظر أعلاه).. سيفون الحمام بينقط قوم شوف سباك و متنساش تحجز لهشام عند الدكتور .. سخن و بيكح طول الليل (هشام طبعا مش الدكتور) و روح المدرسة لهديل شوف بيشتكوا منها ليه . حتاكلوا إيه النهاردة؟ مبتسما نظرت لها..و مستكينا مسحت رأسى من أثر الخبطة .. و بمنتهى الحرص طبقت قطعة الدانتيلا و وضعتها على الرف الأعلى من دولاب ذاكرتى .. لحين إشعار آخر .. إرتديت ملابسى .. ذهبت إلى عملى .. مع الزملاء عرضت مشكلة السيفون .. تبرع أحدهم مشكورا (عنده خبرة بأعمال السباكة) أنا آجى أصلحهولك .. و حيث إن حبايبى كتير .. تبرع زميل آخر بالتوصيلة بسيارته .. يا عم سيبك من تنطيط السباكين .. دى حاجة بسيطة مش مستاهلة .. بعد ميعاد الإنصراف خرجنا .. عند الفرن البلدى توقفنا اشترينا عيش بلدى ..أبو شلن الرغيف .. و صلنا البيت .. إقتحمنا السيفون .. كانت معركة غير متكافئة إنتهت بلا نتيجة نهائية .. بعد الشكر و الشاى و العرفان .. إنصرف الزملاء .. و تحركت أنا على مدرسة هديل .. أستاذة الدراسات بتشتكى منها .. كثيرة الكلام و الأسئلة .. بس ذكية و مخها نضيف .. طبقا لهذا الإستدراك .. واضح ان المدرسة ترى أن الذكى أبو مخ نضيف .. المفروض مايكونش كثير الكلام و الأسئلة .. ماشى حقكم عليا .. حاحاول أفهمها .. و عايزين "عشرين جنيه" عشان ملف التقويم الشامل .. و خرجت من المدرسة الحديثة الخاصة .. و ذهبت لدكتور الأطفال .. حجزت كشف لهشام .. و رجعت على البيت .. لقيت على التسريحة رسالة من رفيقة دربى (راجع أول الكلام) أنا وديت هشام عند جدته .. جايز أتأخر فى الشغل النهاردة .. لو رجعت بدرى إبقى اعمل الرز باقى الأكل جاهز فى التلاجة .. مبتسما و مستكينا .. عايرت الرز كوباية و نص .. و غسلته و حمرت شوية شعرية فى معلقة سمن .. و حطيت كوباية و نص ميه بملح و بعدين حطيت الرز .. و لما إتشرب حطيت تحته شياطة و وطيت النار عليه ..و فى هذه اللحظة بالذات .. كانت المية إللى على العين التانية غليت .. صبيت كوباية الشاى و أخذت حبايتين كيتوفان .. أشعلت سيجارة و دوست على زرار PLAY فى الكاسيت .. كبر البحر و بعده كمان بحبك يا حبيبى يا حبيبى بحبك .. و من على الرف العلوى من دولاب ذاكرتى سحبت قطعة الدانتيلا .. و إستلقيت .. مع نفسى و ذكرياتى و أغمضت عينى .. و بين السحاب فيما قطرات الندى .. و نسمات العبير و .. إلخ.
بقلم وليد كساب