بات التراجع الرهيب لأداء المنتخب الوطني الذي أسعد الجزائريين في وقت سابق بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم الشغل الشاغل للجميع، خاصة أنّ الهزيمة الثقيلة أمام المغرب أظهرت للجمهور الكروي في بلادنا الكثير من الأخطاء كما تواصل فيها العقم الفضيع للقاطرة الأمامية التي قادها رفيق زهير جبور...
وبات جبور اللغز المحير لدى الجميع وذلك بطرف تساؤلات عديدة حول مستواه بين إنتقاده وتحميله المسؤولية أو توجيه اللوم إلى زملائه والخطة التكتيكية التي ينتهجها الطاقم الفني في كل مرة.
إتفاق بأنّ جبور يجد نفسه معزولا في كل مرة
ففي الوقت الذي واصل فيه جبور الصيام عن التهديف لمباراة أخرى مع "الخضر"، اتفق الكثيرون على عدم تحميل المسؤولية إلى مهاجم أولمبياكوس باعتبار أنه لعب معزولا كما جرت عليه العادة، وهو ما تسبب في عدم نقله الخطورة أمام أربعة مدافعين مغاربة، وهذا رغم تضييع جبور لفرصة سهلة خلال المرحلة الأولى كانت ستسمح لـ"الخضر" بإنهاء المرحلة الأولى بفارق هدف واحد فقط.
دور لاعبي الوسط الهجومي في دعمه منعدم
كما جاءت تفاسير أخرى مساندة لوضع جبور معزولا في القاطرة الأمامية، حيث أنّ الدعم من جانب لاعبي وسط الميدان الهجومي غائب تماما، وهذا رغم مشاركة فؤاد قادير، كريم زياني، رياض بودبوز ولاعبين آخرين في كل مرة، فهؤلاء اللاعبين عجزوا عن تقديم الكرات اللازمة والدعم اللازم لمهاجم المنتخب الوطني في كل اللقاءات، ما تسبب في عدم وصوله إلى الشباك، ويبقى هذا تفسير آخر لعجز جبور عن نقل الخطورة.
البعض يراه مهاجما كبيرا وآخرون حكموا عليه بالفشل
أما عن إمكانية تقديمه للإضافة إلى الخط الأمامي للمنتخب الوطني، ترى فئة بأنّ جبور يملك كل المواصفات لشغل منصب أساسي والظهور بوجه كبير كونه مهاجم من طينة الكبار، إلاّ أنه في حاجة إلى توفير الظروف التي ذكرناها آنفا، وفي نفس الوقت يرى آخرون العكس، حيث حكموا على مهاجم أولمبياكوس بالفشل مع "الخضر" وهو الذي أخذ أكثر من فرصة وحان الوقت لمنح الفرصة لمهاجمين آخرين قبل محاسبتهم أيضا.
هل يُمكن محاسبته أم حان الوقت لمنح الفرصة للاعب آخر؟!
قبل تجاوز خيبة النكسة التي تلقاها "الخضر" في مراكش قبل أيام وبداية التفكير في المستقبل، سيكون رفيق جبور أحد من يصنعون الحدث في المشوار القادم، لأنّ التساؤل المطروح الآن يحوم حول منح فرصة متجددة لمهاجم أولمبياكوس مع وصول مدرب جديد، أم الحكم عليه بالفشل نظرا إلى أرقامه وإحصائياته مع المنتخب طوال سنتين كاملتين وهو ما يدعو إلى منح الفرصة لمهاجمين آخرين قد يمنحوا ما لم يمنحه جبور.
كمال خرخاش: "جبور لا يتحمل المسؤولية، فقد الثقة في نفسه ولكنه مهاجم كبير"
وفي إتصالنا مع بعض المهاجمين الدوليين السابقين لمعرفهم آرائهم حول ما يقدمه رفيق جبور مع المنتخب الوطني، كان لنا حديث مع كمال خرخاش الذي لعب في صفوف "الخضر" وتُوج في أحد الأوقات كهداف للبطولة الوطنية مع إتحاد البليدة، ومن خلال كلام اللاعب الحالي لأمل مروانة فهمنا بأنه لا يُحمل جبور مسؤولية العقم الهجومي، لأنّ الخط الخلفي يشكل الحلقة الأضعف في "الخضر" كما أنّ العمل لا يوجد على مستوى بقية الخطوط وهو ما جعل لاعب أولمبياكوس يصوم عن التهديف طوال هذه المدة، وفقد الثقة في نفسه ما جعله يضيع فرصة سهلة في لقاء المغرب الأخير.
"الظروف خانته وأي مهاجم لا يستطيع تجاوز 4 مدافعين"
كشف كمال خرخاش بأنّ الظروف المحيطة بالمنتخب الوطني، فيما يتعلق بالنهج التكتيكي للمدربين الذين قادوه شكل عوائق كبيرة على رفيق جبور وهو نفس ما سيحصل مع أي مهاجم في العالم، حيث ربط الدولي السابق الأداء الهزيل لمهاجم أولمبياكوس مع حراسته من طرف 4 مدافعين كما حصل في لقاء المغرب الأخير، وتساءل خرخاش إن كان أي مهاجم في العالم قادرا على تجاوز هذا العدد لو لم يلقى الدعم من اللاعبين الآخرين، وقال لاعب الموك سابقا: "جبور مهاجم كبير ولكن الظروف خانته مع المنتخب الوطني".
فريد غازي: "جبور أثبت فشله ويجب منح الفرصة لزياية أو مهاجم آخر"
أما فريد غازي وعكس خرخاش يرى بأنّ عجز مهاجم "الخضر" عن التسجيل طوال هذه الفترة أمرا ليس عاديا، حيث أكد مهاجم المنتخب الوطني سابقا بأنّ جبور لا يملك أي سبب، حاكما عليه بالفشل مع المنتخب الوطني، وقال غازي: "جبور كان بعيدا عن المستوى مثله مثل بقية اللاعبين في لقاء المغرب، لكن حصيلته طوال العامين الأخيرين ليس عادية بالنسبة لمهاجم وعطاؤه ضعيف لأنه يبقى مهاجما ويجب عليه التسجيل".
"لو لعب زياية نفس ما لعبه جبور لنجح في التسجيل أكثر منه"
ورغم إعتراف هدّاف تروا سابقا بأنّ الانتقادات الكثيرة على غزال ومن ثم جبور، أثرت على مردودهما وأفقدهما الثقة في النفس، إلاّ أنّ فريد غازي عاد وأكد بأنّ جبور فشل في مهمته لأنّ دوره يبقى التسجيل ولعب في العديد من المباريات وفي ظروف مختلفة، ويرى إبن قالمة بأنّ الوقت حان لمنح الفرصة لمهاجم مثل عبد المالك زياية أو هلال سوداني، وقال غازي: "لو وضعنا زياية مثلا ونال نفس الفرصة كما لعب جبور وغزال سيسجل أكثر منهما.. يجب منح الفرصة لمهاجم آخر ومنحه نفس الفرصة قبل الحكم عليه".
جمال مناد: "جبور معذور قليلا لأنّ دور الوسط الهجومي غائب"
ولدى حديثنا مع المدرب السابق لشبيبة بجاية ولاعب "الخضر" في سنوات الثمانينيات والتسعينيات، رأى جمال مناد بأنّ جبور يملك العذر قليلا باعتبار أنه لا يلقى المساعدة اللازمة والتي تتطلبها الكرة الحديثة خاصة من جانب زياني، بودبوز وقادير الذين ينشطون في وسط الميدان الهجومي، وقال مناد عند سؤالنا له حول سبب العقم الهجومي: "جبور ليس هو السبب ولا نستطيع أن نقول أنه ليس هدافا أو مهاجما جيدا".
"ليس مهاجما خارقا ولكن يمكن أن يُقدم الإضافة"
هذا وأكد مناد بأنّ الخط الأمامي للمنتخب الوطني يحتاج إلى منظومة متكاملة بغية تحقيق النجاح، فمهاجم مثل جبور يلزمه لاعب آخر لتشكيل ثنائي متفاهم، كما حصل معه (مناد) سابقا سواء مع ماجر أو بلومي، وفي وصفه لمستوى لاعب أولمبياكوس، كشف مناد أنّ جبور لا يُعتبر ذلك المهاجم الخارق إلاّ أنّ إمكانياته الحالية تسمح له بتقديم الإضافة للتشكيلة الوطنية شرط توفير الجو المناسب.