في ليالي النفس
في حديث الخاطر
في عالم الأفكار
في ربوع الضمير
وقفة يا قلمي لأسألك :
لماذا تكتب ؟
لمن ؟
ما هدفك ؟
أتكتب لقلبها ؟
أتخطب ودها ؟
أتلفت نظرها ؟
أتبغي قربها ؟
أتحيا لأجلها ؟
لا تصمت
لا تدخل جعبتك هربا وخجلا وقل لي
كن شجاعا كما تتظاهر أمام الناس بهذا وأجب :
صارح صاحب خلوتك
ورفيق دربك
نعم
إليها ومن أجلها كتبت وأكتب
بلا خجل منك ولا مداراة
هل تحبها أم تصيدها بحبرك وسطورك ؟
لا أخفيك سرا يا صاحبي
أحيانا أصطادها لأحبها
وأحيانا أحبها فأصطادها
وأحيانا أخرج للصيد فقط .
وما شعورك عندما تطرق بابك وتضيف أسطرا تسير مع سطورك في نسيم المواضيع العليل وربيع الردود الزاهي؟
هل تخط على الهواء بحور الشعر فرحا بمقدمها في موضوعك ؟
هل تغني الدنيا لك بحلول اسمها ضيفا تحت اسمك ؟
لكوني معك لا يسمع سرنا أحد سأجيبك
إن كتبت فلامست سطوري عبير ردودها شعرت بما يشعر به الذئب أمام غنمة قاصية شردت عن سربها وقطيعها
لقد وعدتك بالصراحة فلا تغضب
وعلي فلا تعتب .
نعم يا صاحبي فأنا قلم يشبه الصياد تحت الشجرة يرى الطير فوقه في أعلى مكانة وأرقى مكانة لكنني يشق علي سموها
ويريبني عزتها
وتزعجني تعففها .
ويكدر صفوي علوها عني .
فألقي رصاصاتي من حبر وحروف
وأنصب فخاخي بكلام مرصوف
عسى تسقط منهن رخيصة .
أو تشرد منهن خسيسة.
فما يزيدني هذا إلا حنقا على الغاليات.
وحقدا على كل عفيفة .
ويا قلما أعجب من كلامه وأخجل من خبيث بيانه
ماذا لو صاد قلم غيرك طيرا لك في بيتك ؟
يا صاحبي أنت مسكين لا تدري
فأنا في البيت الأسد الجسور
والشهم الغيور
فلا طيري يطير ولا صائدا يجور
وفي خارج البيت
صياد ماهر
ومتكلم باهر
وذئب متنكر ماكر
أصيد فلا أرحم
وأسعى وراء كل مغنم
وماذا تقول لربك يا مسكين يوم يسألك عن كل سطر وحرف ؟
آآآآآآآآه
سؤال مهم
حقيقة يا صاحبي :
هذا يوم ما تذكرت أهواله
وما عملت حسابه
وما أعددت جوابه
شغلتني فريستي الرخيصة
ورغبتي الخسيسة
آه يا خبيث السن يا نجس الحبر
لا طابت رحلة أنت فيها صاحبي
ولا هنأت حياة كنت فيها قلمي
ارحل فإن العفيفات كثر
واخسأ فإن الله يراقبك
وانزوي فالآخرة دار الحساب على العمل
وابكِ فقد ضللت وأضللت
وتب عسى ربك يعفو عنك
ولا تقنط من رحمته فإنه الغفور الرحيم
أما أنا فسأبحث بين الأقلام عن قلم يقول الحق ويحيي الثابتين وينصح الحائرين بإذن الله وعونه وكرمه
أرجو أن يفكر كل منا ويحاور قلمه وأسأل الله أن يتوب على ذئاب الأقلام