استغل السائق البريطاني جنسون باتون خطأ ارتكبه بطل العالم الألماني سيبستيان فيتيل في اللفة الأخيرة، ليحقق فوزه الأول في
الموسم ويحرز سباق الجائزة الكبرى الكندي الذي أقيم مساء أمس الأحد على مضمار "جيل فيلنوف" في المرحلة السابعة من بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا-1.
وكان فيتيل سائق ريد بول في طريقه لتحقيق فوزه السادس هذا الموسم لكنه تراجع في اللفة الأخيرة وسمح لباتون سائق مكلارين بتجاوزه وإحراز المركز الأول، علما بأن باتون توقف ست مرات في نقاط الصيانة خلال السباق.
وجاء الأسترالي مارك ويبر زميل فيتيل بفريق ريد بول في المركز الثالث بالسباق الذي شهد دخول سيارة الأمان إلى المضمار ست مرات.
وقال فيتيل، الذي كان يأمل معادلة الرقم القياسي لتحقيق ستة انتصارات خلال أول سبعة سباقات بالموسم، إنه شعر بخيبة أمل بعدما أهدر فرصة الفوز في النهاية.
وأضاف فيتيل عقب السباق "بالطبع أشعر بخيبة أمل، لقد كان سباقا صعبا منذ البداية وحتى النهاية وكنت متفوقا في جميع اللفات، ماعدا جزء من اللفة الأخيرة".
وأوضح "ربما كنت متحفظا بشكل كبير عندما كنت في المقدمة بعد الدخول الأخير لسيارة الأمان ولم أوسع الفارق بالشكل الكافي. وبعدها رأيت جنسون "باتون" ينطلق في النهاية واعتقدت أن الفارق كاف لكنه لم يكن كذلك لأنني ارتكبت خطأ".
وقال باتون الذي كان في المركز الأخير خلال مرحلة من السباق، إنه ربما يكون أفضل سباق في مسيرته "لقد كان صراعا حقا حيث كان يجب علي تجاوز جميع السيارات".
وبدأ المشاركون السباق خلف سيارة الأمان حيث أن الأمطار جعلت الظروف على المضمار صعبة للغاية.
ونجح فيتيل في الحفاظ على تقدمه أمام الأسباني فيرناندو ألونسو سائق فيراري لدى دخول سيارة الأمان، في الوقت الذي اصطدم فيه البريطاني لويس هاميلتون سائق مكلارين بسيارة ويبر.
ورغم أن كلا السائقين لم يتوقفا وأكملا السباق، إلا أنهما تراجعا في الترتيب وقال مراقبو السباق إنهم سيحققون في الأمر.
وبعدها حاول هاميلتون تجاوز سائق مرسيدس الألماني مايكل شوماخر الفائز بلقب بطل العالم سبع مرات، ولكنه ابتعد بسيارته في منعطف وسمح لباتون بتجاوزه.
وبعدها بلفة واحدة حاول هاميلتون تجاوز مواطنه وزميله باتون لكنه اصطدم مجددا ولكن في هذه المرة اصطدم بحائط وتحطم أحد إطارات سيارته ليضطر للانسحاب من السباق وتتدخل سيارة الأمان للمرة الثانية.
وصاح باتون في اتصاله اللاسلكي بالفريق قائلا "ماذا كان يفعل؟" وبعدها رد هاميلتون بشكل مختلف تماما وقال إنه اعتقد أن باتون ارتكب خطأ في المنعطف السابق، وأكد أنه لم يتعمد ارتكاب خطأ إزاء زميله.
وقال هاميلتون، الذي اكتشف فيما بعد إن الحادث يخضع للتحقيقات، إنه شعر بأنه لم يكن من المفترض بدء السباق في هذه الظروف.
وبمجرد استئناف السباق بدأت عدة فرق من بينها فيراري ومرسيدس في تغيير إطارات السيارات، لاستخدام إطارات مناسبة لظروف المضمار.
وخضع باتون وهاميلتون للتحقيقات بسبب القيادة بسرعة عالية في ظل وجود سيارة الأمان، وقد حصل باتون على عقوبة لارتكاب مخالفة.
وكان قرار تغيير الإطارات صائبا حيث زادت سرعة السائقين على أرضية المضمار المبللة.
ولكن بعدها بقليل بدأت الأمطار تهطل مجددا بكثافة لتتدخل سيارة أمان أخرى وترفع العلم الأحمر حيث رأي المراقبون أن الاستمرار يشكل خطورة على السائقين.
وفي هذا الوقت كان فيتيل متفوقا على كاموي كوباياشي سائق ساوبر، والذي استفاد من عدم تغيير الإطارات، والبرازيلي فيليبي ماسا سائق فيراري.
وتوقف السباق لأكثر من ساعتين بسبب مياه الأمطار التي غمرت أرضية المضمار، بعد 25 لفة من بدايته وبعدها أجريت ال45 لفة المتبقية.
وبمجرد خروج سيارة الأمان انطلق أغلب السائقين لتغيير الإطارات، ولكن المشكلات استمرت واصطدم باتون بسيارة ألونسو الذي اضطر للانسحاب بينما انطلق باتون إلى نقطة الصيانة لتغيير إطار سيارته الذي انفجر.
وتدخلت سيارة الأمان للمرة الخامسة عندما جرى إخراج سيارة ألونسو من أرضية المضمار وقال المراقبون إنهم سيحققون في الحادث بعد انتهاء السباق.
وبعدها نجح فيتيل في الحفاظ على تقدمه مجددا بمجرد خروج سيارة الأمان، بينما تصارع ماسا مع كوباياشي لكنه أخفق في تجاوزه.
وكان ويبر وشوماخر في المركزين السابع و12 على الترتيب عند توقف السباق ولكنهما انطلقا بعدها نحو المقدمة، ولكن بعدها تقدما إلى المركزين الثالث والثاني على الترتيب مستغلين توقف أصحاب المراكز الأولى لتغيير الإطارات.
وشهدت اللفة 56 تصادما بين نيك هايدفيلد سائق رينو وكوباياشي الذي تراجع في هذا الوقت، لتدخل سيارة الأمان للمرة السادسة.
وجاء ذلك ليسمح للسرب المتنافس بتقليص الفارق الذي يفصله عن فيتيل وتجاوز باتون الأسترالي ويبر والألماني شوماخر ليتقدم إلى المركز الثاني، وبعدها تراجع فيتيل في اللفة الأخيرة لينهي باتون السباق في المركز الأول ويحقق فوزه الأول في الموسم.
أما شوماخر فقد سمح لويبر بتجاوزه ليهدر السائق الألماني فرصة احتلال أحد المركز الثلاثة الأولى للمرة الأولى منذ عودته بعد فترة الاعتزال.
وكانت المراكز الأخرى التي تضيف نقاطا في أرصدة السائقين بالترتيب العام من نصيب، فيتالي بتروف سائق رينو وكوباياشي وماسا وجيمي ألجيرسواري سائق تورو روسو.
وأنهى روبنز باريكيللو سائق وليامز وسيبستيان بويمي سائق تورو روس، السباق في المركزين التاسع والعاشر على الترتيب.
ويتصدر فيتيل الترتيب العام برصيد 161 نقطة ويليه باتون برصيد 101 نقطة.
وتستأنف منافسات بطولة العالم بإقامة سباق الجائزة الكبرى الأوروبية في مدينة بلنسية الأسبانية في 26 حزيران/ يونيو الجاري.