قال الرئيس السوداني عمر البشير الخميس إنه لا يستبعد احتمال نشوب حرب بين شمال وجنوب السودان، بسبب ما أسماه وجود "قنابل موقوتة" تؤجج الصراع بين الطرفين.
وقال البشير -في مقابلة مع وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)- إن "احتمال الحرب وارد للأسف، ومن جانبنا فنحن ملتزمون وحريصون على السلام، ومن أجله قبلنا تقسيم السودان إلى دولتين، ولكن إذا كانت ارتباطات إخواننا في الحركة الشعبية تدفعهم لخلق المشاكل فسيكونون الخاسرين، وقد جربوا ذلك في أبيي وكذلك في جنوب كردفان".
وأضاف "إذا تطورت الأمور لمرحلة الحرب فإن الجنوب هو من سيخسر، وعندما أغلقنا الحدود مع الجنوب لمدة سبعة أيام فقط عانى الجنوب ما عانى، فما بالك إذا نشبت الحرب وتم إغلاق الحدود نهائيا".
وتابع "لم تلتزم الحركة الشعبية بتنفيذ التزاماتها وما يليها في بروتوكول الترتيبات الأمنية، وهو أمر بمثابة قنبلة موقوتة أدت للقتال في ولاية جنوب كردفان، وقد تؤدي كذلك لنفس المشكلة في ولاية النيل الأزرق".
وأوضح البشير "أن المورد الأساسي والوحيد بالنسبة للجنوب هو النفط، وأي مغامرة للحرب بين الشمال والجنوب ستؤدى قطعا لتعطيل النفط، ولا يمكن للجنوب تصدير النفط عبر السودان للحصول على موارد لمحاربتنا".
دعوة واتهامات
ودعا البشير قادة الحركة الشعبية إلى "تغليب صوت العقل والمحافظة على السلام، قائلا "أرجو أن يتحلوا بالعقل وأن يعوا مصالحهم، لأن مصالحهم في السلام".
البشير شدد على أهمية إيجاد حل نهائي للنزاع في أبيي (الجزيرة-أرشيف)
وقال إن حزب المؤتمر الوطني الحاكم نفذ كافة التزاماته المتعلقة ببند الترتيبات الأمنية، موضحا "لقد أكد تقرير مفوضية التقويم والمراجعة تنفيذنا لكل ما علينا في بند الترتيبات الأمنية بنسبة 100%، بينما نفذت الحركة الشعبية بنسبة 37% فقط".
واتهم الحركة الشعبية بتعطيل عملية ترسيم الحدود بين شمال وجنوب السودان، وقال "إن الحركة بسلوكها عطلت عمل لجنة ترسيم الحدود، وحتى الآن لم ترسم الحدود حتى المتفق حولها ونسبتها 80%".
وشدد على أهمية التوصل إلى حل نهائي لمشكلة منطقة أبيي المتنازع عليها بين شمال وجنوب السودان، موضحا "أن محاولات حرمان قبيلة المسيرية من المشاركة في استفتاء أبيي -وهي صاحبة حق أصيل- هي التي عطلت جهود مساعي الاتفاق حول أبيي".
وأضاف "لقد أدت تجاوزات الحركة الشعبية الأخيرة ودفعها بقوات كبيرة إلى منطقة أبيي إلى تصاعد المشكلة، لأن سلوك الحركة كان تجاوزا لاتفاق السلام وبروتوكول أبيي الموقع بين الطرفين، وهو ما أدى للصراع الأخير".