انتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الأربعاء خطاب الرئيس السوري بشار الأسد، الذي تعهد فيه بإجراء إصلاحات وحوار مع المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية في بلاده، ووصفه بأنه يفتقر للمصداقية.
وقال بان للصحفيين ردا على سؤال عن مدى مصداقية تعهد الأسد بالإصلاحات والحوار "لا أرى مصداقية تذكر في ما يقوله، لأن الوضع مستمر على هذا النحو"، وتساءل قائلا "إلى متى سيستمر الوضع على هذا النحو؟".
وأضاف بان أنه استقبل "بطريقة إيجابية" إعلان الأسد العفو العام ووعوده الخاصة بالإصلاح وبإجراء حوار وطني في خطابه يوم الاثنين، وهو ثالث خطاب له منذ تفجر الاحتجاجات التي تقول جماعات للدفاع عن حقوق الإنسان إنها أسفرت عن مقتل 1300 مدني.
غير أن بان استدرك قائلا إن أي إجراءات يتخذها الرئيس السوري "يتعين أن تفضي إلى حوار حقيقي وشامل".
وفي هذه الأثناء، بعث سبعة كتاب معروفين، من بينهم سلمان رشدي وأمبرتو إيكو، بخطاب إلى مجلس الأمن الدولي يحثونه فيه على اتخاذ قرار يدين سوريا بسبب قمعها مواطنيها.
وقد نشر الخطاب الأربعاء على الموقع الإلكتروني الخاص بالمفكر والكاتب الفرنسي برنار هنري ليفي، وحمل توقيعات المؤلفين الإسرائيليين ديفيد غروسمان وأموس أوز، والروائيين التركي أورهان باموك والنيجيري وولي سوينكا.
"
علينا أن نختار بين تغيير انتقالي سلمي، أو أن نجد أنفسنا في غمار حرب إقليمية أو حرب أهلية. فربما يحدث ذلك بكل سهولة
"
ريبال الأسد ابن عم بشار
التغيير أو الحرب
يأتي ذلك في وقت حذر فيه ريبال الأسد ابن عم الرئيس السوري من انزلاق البلاد في أتون حرب أهلية واندلاع صراع إقليمي إذا تعذر التوصل إلى وفاق بين النظام الحاكم في دمشق والمحتجين.
وقال ريبال، الذي يقيم في العاصمة البريطانية لندن، إن "المتطرفين الدينيين يخطفون الانتفاضة الشعبية"، وإن الدائرة "الفاسدة" القريبة من مركز السلطة تدفع الرئيس نحو الامتناع عن تقديم تنازلات لحركة الاحتجاجات.
وأضاف "علينا أن نختار بين تغيير انتقالي سلمي، أو أن نجد أنفسنا في غمار حرب إقليمية أو حرب أهلية، فربما يحدث ذلك بكل سهولة".
ونفى ريبال -البالغ من العمر 36 عاما- أن يكون والده رفعت الأسد، عم بشار، ضالعا في الأحداث التي تشهدها سوريا.
وفي تطور آخر، أعلنت مصادر حقوقية سورية أن السلطات السورية أطلقت عشرات من طلاب جامعة دمشق كانوا اعتقلوا مساء الثلاثاء.
ونسبت وكالة يونايتد برس إنترناشونال للأنباء أمس الأربعاء لعبد الكريم ريحاوي -رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان في سوريا- القول إن السلطات السورية أطلقت 80 طالبا اعتقلوا أمس على خلفية التظاهرات التي شهدتها المدينة الجامعية في جامعة دمشق بين طلاب مؤيدين للنظام وآخرين مناوئين له.
سخرية
في غضون ذلك، سخرت سوريا في وقت سابق أمس من انتقاد الاتحاد الأوروبي لحملة دمشق العنيفة على الانتفاضة الشعبية قائلة إنه أظهر أن أوروبا تريد زرع الفوضى في البلاد.
المعلم: على أوروبا أن تكف عن التدخل بالشأن السوري (الفرنسية)
وأعرب وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن ثقته في عدم حدوث تدخل عسكري خارجي في سوريا ولا فرض منطقة حظر جوي على غرار تلك التي يفرضها حلف شمال الأطلسي (الناتو) على ليبيا، رغم الضغوط الدولية المتزايدة على البلاد وانتفاضة مستمرة منذ ثلاثة أشهر على حكم عائلة الأسد المستمر منذ 40 عاما.
وقال المعلم في مؤتمر صحفي بالعاصمة السورية دمشق أمس "هناك ردود فعل صدرت على خطاب الرئيس الأسد من مسؤولين أوروبيين لديهم مخطط يريدون السير به لزرع الفوضى والفتنة في سوريا".
وأضاف "كفوا عن التدخل بالشأن السوري ولا تثيروا الفوضى ولا الفتنة، فالشعب السوري بروحه الوطنية العالية قادر على صنع مستقبله بعيدا عنكم".
ومضى المعلم إلى القول إن بلاده ستنسى وجود أوروبا، وإنه سيوصي بتجميد عضوية دمشق في الاتحاد من أجل المتوسط، مؤكدا أن بلاده ستقدم دروسا في الديمقراطية.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أقر في وقت سابق أمس توسيع العقوبات على سوريا لتشمل أربعة كيانات مرتبطة بالجيش والرئيس بشار الأسد وسبعة أفراد منهم ثلاثة إيرانيين على صلة بقمع الاحتجاجات.
ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسي أوروبي قوله إن العقوبات الجديدة ستصبح سارية الجمعة القادم بمجرد أن تقدم الدول الأعضاء في الاتحاد موافقتها الرسمية على القرار.
كما نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مسؤول أوروبي عزا سبب شمول العقوبات الجديدة مسؤولين إيرانيين، بينهم أعضاء في الحرس الثوري، إلى أنهم "يمدون النظام السوري بالمعدات والدعم لقمع الاحتجاجات".